2025-07-04
لا تزال مباراة مصر والجزائر التي أقيمت في السودان عام 2010 محفورة في ذاكرة عشاق كرة القدم العربية. تلك المواجهة الملتهبة التي جمعت بين الفريقين في إطار تصفيات كأس العالم 2010 كانت أكثر من مجرد مباراة كرة قدم، بل تحولت إلى حدث تاريخي مليء بالتوتر والدراما والإثارة.
الخلفية التاريخية للمواجهة
جاءت هذه المباراة في إطار التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، حيث كان الفائز يتأهل مباشرة إلى البطولة العالمية. كانت المنافسة شرسة بين مصر والجزائر، حيث تبادل الفريقان الانتصارات في المباريات السابقة، مما زاد من حدة التوتر قبل اللقاء الحاسم في السودان.
أحداث المباراة والجو المشحون
أقيمت المباراة على ملعب المريخ في أم درمان بالسودان في 18 نوفمبر 2009، وسط إجراءات أمنية مشددة بسبب التوتر الكبير بين الجماهير. انتهى اللقاء بفوز الجزائر بهدف مقابل لا شيء، سجله عنتر يحيى في الدقيقة 40، ليتأهل المنتخب الجزائري إلى كأس العالم بينما خرج المصريون بخفي حنين.
لكن الأحداث لم تقتصر على أرض الملعب، فقد شهدت الأيام التي سبقت المباراة توترًا إعلاميًا وسياسيًا كبيرًا، مع اتهامات متبادلة بين الجانبين. كما تعرضت حافلة المنتخب الجزائري لهجوم في القاهرة قبل المباراة الأولى، مما أضاف بعدًا آخر من العداء بين الفريقين.
تداعيات المباراة
أثارت نتيجة المباراة ردود فعل غاضبة في مصر، حيث اعتبر الكثيرون أن الحكم كان متحيزًا، بينما احتفلت الجزائر بتأهلها التاريخي. كما أثارت أحداث الشغب المرتبطة بالمباراة جدلًا واسعًا حول أخلاقيات كرة القدم في المنطقة.
بعد مرور أكثر من عقد على تلك المواجهة، لا تزال ذكراها تثير المشاعر بين مشجعي الفريقين. فقد كانت لحظة فارقة في تاريخ المواجهات بين مصر والجزائر، حيث تجاوزت الرياضة لتصبح قضية هوية وكرامة وطنية.
اليوم، يمكن النظر إلى تلك الأحداث كمحطة دراسية في كيفية تحول كرة القدم إلى ظاهرة اجتماعية وسياسية تتجاوز حدود الملعب. ورغم مرور السنوات، تبقى مباراة السودان 2010 أحد أكثر المواجهات إثارة للجدل في تاريخ الكرة العربية.