شهد نهائي دوري أبطال أوروبا 2017 مواجهة أسطورية بين عملاقين من عمالقة كرة القدم الأوروبية، يوفنتوس الإيطالي وريال مدريد الإسباني. هذه المباراة التي أقيمت على ملعب “ميلينيوم” في كارديف بويلز، جمعت بين فريقين يمتلكان تاريخًا حافلًا في البطولة، حيث سعى كل منهما لكتابة فصل جديد في سجلاته.
السياق التاريخي للمباراة
جاء يوفنتوس إلى النهائي وهو يحمل لقب “السيدة العجوز” للدوري الإيطالي، حيث كان قد هيمن على الكالتشيو لسنوات طويلة. أما ريال مدريد، فكان يسعى لتأكيد هيمنته على البطولة بعد فوزه بها في الموسم السابق (2016). كان هذا النهائي فرصة لكل فريق لتعزيز إرثه؛ فريال مدريد كان يطمح للفوز باللقب الثاني عشر في تاريخه، بينما كان يوفنتوس يأمل في إنهاء جفاف الألقاب الأوروبية الذي استمر منذ عام 1996.
الأهداف والتكتيك
انطلقت المباراة بقوة من يوفنتوس، حيث سجل ماريو ماندجوكيتش هدفًا مذهلاً في الدقيقة 27 بتسديدة هوائية رائعة بعد عرضية من أليكس ساندرو. لكن ريال مدريد رد سريعًا بتسديدة كريستيانو رونالدو القوية من داخل المنطقة في الدقيقة 20.
في الشوط الثاني، سيطر ريال مدريد على مجريات اللعب بفضل أهداف كاسيميرو (الدقيقة 61) ورونالدو مرة أخرى (الدقيقة 64)، قبل أن يضع ماركو أسينسيو النقطة الأخيرة في المباراة بتسديدته في الدقيقة 90.
لماذا خسر يوفنتوس؟
على الرغم من الأداء القوي في الشوط الأول، إلا أن يوفنتوس لم يستطع الصمود أمام هجمات ريال مدريد السريعة في الشوط الثاني. كما أن الدفاع الذي كان يعتبر من أقوى الدفاعات في أوروبا ذلك الموسم، لم يتمكن من وقف هجمات الثلاثي الهجومي لريال مدريد (رونالدو، بنزيما، إيسكو).
إرث المباراة
هذا النهائي كان تأكيدًا على هيمنة ريال مدريد في أوروبا في تلك الفترة، حيث أصبح أول فريق يحتفظ بلقب دوري الأبطال في عصر البطولة الحديثة. أما يوفنتوس، فعلى الرغم من الخسارة، إلا أنه أثبت أنه من أفضل الفرق في القارة، واستمر في المنافسة على الألقاب الكبرى في السنوات التالية.
ختامًا، يظل نهائي 2017 ذكرى خالدة لعشاق كرة القدم، حيث جمع بين التكتيك الممتاز والمهارات الفردية الخلاقة، ليقدم عرضًا كرويًا رائعًا يستحق أن يُذكر كواحد من أفضل النهائيات في تاريخ المسابقة.