في عالم الشعر، تُعتبر القصيدة مرآة تعكس مشاعر الشاعر وأفكاره، وتكشف عن رحلته الداخلية بين الذات والمصير. قصيدة “طريق واحد” ليست مجرد كلمات مُنظّمة، بل هي رحلة وجودية تطرح تساؤلات عن الاختيار والمصير، عن الوحدة واللقاء، وعن ذلك المسار الذي لا مفر من سلوكه.
البداية: الطريق الذي لا يُختار
تبدأ القصيدة بتصوير ذلك الطريق الوحيد الذي لا خيار لنا إلا أن نسير فيه. إنه ليس طريقًا ماديًا فحسب، بل هو رمز للمصير الذي يُرسم دون استشارة. يقول الشاعر:
“طَرِيقٌ وَاحِدٌ.. لَا تَحِيدُ عَنْهُ القَدَمْ
وَإِنْ حَاوَلَتْ.. فَالرّيحُ تَأْخُذُهَا إِلَى العَدَمْ”
![]()
هنا نرى كيف أن القوة الخارجية (الريح) تفرض مسارًا لا مفر منه، وكأن الإنسان مُجرّد ريشة في مهب الريح، يُحرّكه قدر لا يُقاوَم.
الذات بين الخضوع والتمرد
ثم تنتقل القصيدة إلى صراع الذات بين قبول المصير والسعي لتغييره. يُعبّر الشاعر عن هذا الصراع بأسلوب درامي:
“أَقُولُ لِقَلْبِي: اصْبِرْ.. فَالطَّرِيقُ طَوِيلْ
وَيَقُولُ لِي: مَنْ يَضْمَنُ أَنِّي سَأَصِلْ؟”
هذا الحوار الداخلي يُجسّد الشك والخوف من المجهول، فالإنسان قد يسير في الطريق الواحد، لكنه لا يعرف إن كان سيصل إلى نهاية تُرضيه أم لا.
نهاية الرحلة: بين اليقين والغموض
تختتم القصيدة بصورة غامضة، تاركة القارئ في حيرة بين الرضا بالقدر أو التمني لتغييره:
“وَفي آخِرِ الطَّرِيقِ.. رَأَيْتُ ظِلِّي وَحِيدْ
فَقُلْتُ: أَهَذَا أَنَا.. أَمْ هُوَ المَسِيرُ العَتِيدْ؟”
هنا يطرح الشاعر سؤالًا وجوديًا: هل نحن من نصنع مصيرنا أم أننا مجرد ظلال تسير في طريق مُعدّ سلفًا؟
الخاتمة: قصيدة تلامس الروح
قصيدة “طريق واحد” ليست مجرد كلمات، بل هي رحلة في أعماق النفس البشرية، تبحث عن معنى الوجود في عالم لا نملك فيه إلا طريقًا واحدًا. قد نختلف في تفسيرها، لكننا نتفق أنها تترك في القلب أثرًا لا يُمحى.
هذه القصيدة تذكّرنا بأن الحياة، رغم كل تعقيداتها، هي مسار واحد.. والسؤال الأهم: كيف نختار أن نسير فيه؟