مختار كوكلي هو أحد أبرز الشخصيات التاريخية التي تركت أثراً عميقاً في تاريخ النضال من أجل الاستقلال والحرية. ولد في عام 1881 في منطقة القبائل بالجزائر، ونشأ في بيئة تشهد مقاومة شديدة ضد الاستعمار الفرنسي. تميز كوكلي بشجاعته وحنكته العسكرية، مما جعله قائداً بارزاً في المقاومة الشعبية.
النشأة والبدايات
نشأ مختار كوكلي في عائلة متواضعة، لكنها غنية بالقيم الوطنية. تلقى تعليمه الديني في الزوايا المحلية، حيث تشرب مبادئ العدالة والحرية. مع تزايد القمع الفرنسي، انضم إلى صفوف المقاومة في سن مبكرة، وبرز كقائد ميداني يتمتع بذكاء تكتيكي فريد.
دوره في المقاومة الجزائرية
قاد كوكلي العديد من المعارك ضد القوات الفرنسية، مستخدماً تكتيكات حرب العصابات التي أرهقت المستعمر. من أبرز معاركه معركة “جبل موزاية” التي أظهر فيها شجاعة نادرة. كما عمل على توحيد صفوف القبائل المختلفة تحت راية واحدة، مما عزز فعالية المقاومة.
الاعتقال والإعدام
في عام 1927، تم القبض على مختار كوكلي بعد وشاية، وحكم عليه بالإعدام. رغم المحاولات العديدة لإنقاذه، نفذ الحكم في 21 أغسطس 1927، ليكون استشهاده شعلة جديدة ألهبت حماس الثوار.
إرث مختار كوكلي
يظل كوكلي رمزاً للبطولة والتضحية في الذاكرة الجزائرية والعربية. ساهم نضاله في تمهيد الطريق لاستقلال الجزائر لاحقاً. اليوم، تُخلد ذكراه في المدارس والمتاحف، ويُعتبر نموذجاً يُحتذى به في الصمود والكرامة.
ختاماً، تمثل سيرة مختار كوكلي قصة كفاح لا تنتهي، تذكرنا بأن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع بإرادة الشعوب.