حفيظ دراجي، الاسم الذي يتردد صداه في أروقة الكرة التونسية والعربية، ليس مجرد لاعب كرة قدم عادي، بل هو رمز للتفاني والعطاء والقيادة. ولد في 25 ديسمبر 1967 في مدينة قابس التونسية، وبدأ مسيرته الكروية في نادي القوافل الرياضية بقابس قبل أن ينتقل إلى النادي الأفريقي، حيث كتب أسطورته الذهبية.
مسيرة حافلة بالإنجازات
كان حفيظ دراجي قلب الدفاع الصلب الذي لا يُخترق، والقائد الذي قاد النادي الأفريقي ومنتخب تونس لتحقيق إنجازات تاريخية. مع النادي الأفريقي، فاز بلقب الدوري التونسي 4 مرات، وكأس تونس 3 مرات، بالإضافة إلى تحقيق بطولة دوري أبطال أفريقيا عام 1991، حيث سجل هدفاً تاريخياً في النهائي ضد نادي فيتا كلوب الكونغولي.
على المستوى الدولي، كان دراجي عماد منتخب تونس لأكثر من عقد، حيث شارك في كأس الأمم الأفريقية 3 مرات وقاد النسور القرطاجية في كأس العالم 1998 بفرنسا، ليصبح أول قائد تونسي يرفع علم بلاده في المونديال.
القيادة والشخصية الأسطورية
لم يكن دراجي مجرد لاعب مميز، بل كان قائداً حقيقياً يلهم زملاءه بالشجاعة والتصميم. عُرف عنه روحه القتالية وتضحياته الكبيرة من أجل الفريق، مما جعله محبوباً من الجماهير التونسية والعربية. حتى بعد اعتزاله، ظل دراجي نموذجاً يُحتذى به في الأخلاق الرياضية والانضباط.
الإرث الذي لا يُنسى
اليوم، وبعد سنوات من اعتزاله، لا يزال حفيظ دراجي حاضراً في الذاكرة الجماعية للكرة التونسية. سواء كمدرب أو كشخصية عامة، واصل العطاء للرياضة التي أحبها. إنه بحق أحد أعظم لاعبي تونس على مر التاريخ، وأسطورة ستظل خالدة في قلوب عشاق الكرة.
في النهاية، حفيظ دراجي ليس مجرد اسم في سجلات الكرة، بل هو قصة إرادة وتفاني تعلّمنا أن العظمة لا تُقاس بالألقاب فقط، بل بالقيم التي نتركها خلفنا.