2025-09-22 05:27:14
يواجه ريال مدريد واحدة من أسوأ فتراته في السنوات الأخيرة، حيث دخل النادي الملكي مرحلة من الشك والتساؤلات بعد تراجع نتائجه بشكل كبير، وفشل لاعبيه في تسجيل أي أهداف خلال ثلاث مباريات متتالية. وتعمقت هذه الأزمة بعد الخسارة الجديدة التي تعرض لها الفريق أمس الثلاثاء على أرضية ملعب سيسكا موسكو بهدف نظيف، مما دفع الجميع إلى البحث عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التراجع الملحوظ.
أول هذه الأسباب يتمثل في المدرب جولين لوبيتيغي، الذي أصبح عرضة للانتقادات المستمرة بسبب افتقاده للهالة التي أحاطت بسلفه زين الدين زيدان. ولم يسبق لأي مدرب في تاريخ النادي أن تعرض لثلاث هزائم في أول عشر مباريات كما حدث مع لوبيتيغي، مما يضع مستقبله تحت مجهر الشكوك. وعلى الرغم من أن النتائج المتذبذبة للغريم برشلونة خففت بعض الضغط، إلا أن المدرب الإسباني مطالب الآن بإيجاد حلول سريعة إذا كان يرغب في البقاء في منصبه.
ثانيًا، يعاني الفريق من جفاف تهديفي حاد، حيث لم يتمكن من تسجيل أي هدف في المباريات الثلاث الأخيرة بجميع المسابقات. وقد دافع لوبيتيغي في بداية الموسم عن ضرورة إعادة توزيع المهام التهديفية على عدد أكبر من اللاعبين بعد رحيل كريستيانو رونالدو، لكن الواقع أثبت أن الفريق يفتقد للوجود الحاسم في منطقة الجزاء.
ثالث الأسباب يتمثل في التراجع الكبير في المستوى الفني للعديد من اللاعبين الأساسيين. فباستثناء عدد قليل من اللاعبين الذين حافظوا على مستواهم المعتاد، فإن معظم نجوم الفريق يعانون من تراجع ملحوظ، وعلى رأسهم لوكا مودريتش الحائز مؤخرًا على جائزة أفضل لاعب في العالم، بالإضافة إلى ماركو أسينسيو وتوني كروس ورافايل فاران وكارفاخال الذين لم يقدموا المستوى المتوقع منهم.
رابعًا، تسببت الإصابات المتتالية في ضعف كبير في تشكيلة الفريق، حيث يفتقد حاليًا لجهد أربعة من لاعبيه الأساسيين: مارسيلو وإيسكو وغاريث بيل وكارفاخال، مما أثر سلبًا على أداء الفريق الجماعي.
أما السبب الخامس فيتمثل في فقدان التركيز الذي ظهر جليًا في المباريات الأخيرة، حيث بدأت المشكلة بالخسارة أمام إشبيلية بثلاثية نظيفة سجلت جميعها في الشوط الأول، ثم تكرر السيناريو في موسكو بتلقي هدف مبكر بسبب خطأ غير معتاد من توني كروس.
يستعد ريال مدريد الآن لمواجهة صعبة أمام ديبورتيفو ألافيس يوم السبت المقبل، في مباراة أصبح الفريق مجبرًا على الفوز فيها لتخفيف حدة التوتر المحيط بالفريق. ففي حال استمرار النتائج السلبية، سيدخل لوبيتيغي فترة التوقف الدولي القادمة تحت ضغوط أكبر ومزيد من الشكوك حول مستقبله، خاصة مع اقتراب موقعة الكلاسيكو ضد برشلونة في الـ28 من الشهر الجاري.